بقلم : حمدى مبارز
تربطنى علاقة مميزة باللواء محمد سالمان الزملوط محافظ الوادى الجديد تقوم على الاحترام والود والثقة المتبادل رغم ندرة اللقاء وأيدت بقاء الرجل محافظا للوادى الجديد بأعلى صوت خصوصا فى التجديد الأول عندما كان الكثيرون يتمنون رحيله وفعلنا ذلك فى حركة المحافظين الثانية التى تم التجديد فيها لسيادته وكنا أول من انفرد بخبر استمراره محافظا للوادى الجديد ، وكتبنا منذ شهرين أيضا وقلنا أننا نؤيد بقائه محافظا للمرة الثالثة وربما للأبد.
وعندما قلنا ذلك كانت لنا أسبابنا ورؤيتنا التى تقوم على الصالح العام للمحافظة ، والحمد لله لا تعرف المجاملة لنا طريقا على حساب الصالح العام ومن يتابعنا من 32 عاما وملم بالتاريخ يدرك ذلك ، ولا يوجد أى سبب يجعلنا نجامل الرجل فليس لنا مصالح وبيزنس معلن أو مستتر فى المحافظة ولن يكون إن شاء الله.
ورغم هذه العلاقة المميزة مع الرجل والتى ازدادت عمقا مع مرور الأيام حيث تأكد الرجل من سلامة نوايانا ومقصدنا ووطنيتنا وتأكدنا نحن من نزاهته وأخلاقه العالية واخلاصه ووفائه وعدم استماعه للوشاة وحبه للمحافظة والعمل من أجل النهوض بها فضلا عن تأكدنا من ذكائه القادر على فرز الأشخاص وتمييز الرث من الثمين والمخلص من المنافق صاحب المصلحة ، ورغم ذلك كثيرا ما انتقدنا الرجل بشدة فى العديد من القرارات وكتبنا مقالات شديدة اللهجة ولم يجرؤ أحد غيرنا على ذلك ومن يريد أن يطلع على تلك المقالات فهى محفوظة فى أرشيف الجريدة.
وكان الرجل يتقبل النقد بكل صدر رحب ولم يخلط الأمور بين العلاقة الشخصية وبين العمل فهو يعلم أن مهنتنا النقد وإذا لم نقم بواجبنا فهذا تقصير منا ، ولا توجد عند الرجل كتائب إلكترونية يطلقها على كل من ينتقده بل يتعامل بروح القائد الكبير المدرك لدور الصحافة.
إذا ما بينى وبين اللواء الزملوط غير قابل للجدل والمزايدة ودخول أى أحد فى هذه العلاقة.
وعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية تابعت أكثر من حديث للواء الزملوط عبر شاشات تليفزيونية مختلفة يتحدث فيها عن الانجازات التى تمت فى السنوات الأخيرة فى المحافظة وكان يركز أكثر على الطرق.
والحقيقة أن هناك انجازات لا ينكرها إلا جاحد أو ناقم فى وادينا الحبيب فى كافة المجالات خصوصا بعد الدفعة القوية التى أعطاها فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى وتوجيهاته بالاهتمام بالتنمية فى الوادى الجديد ومنحها أولوية خاصة ، ويكفى أن السيد المحافظ لا يهدأ وكرث كل علاقاته القوية مع أجهزة وإدارات الدولة وقياداتها لخدمة المحافظة وأبنائها ، ويتحرك فى مراكز المحافظة وقراها باستمرار وقلنا ونقولها أن اللواء الزملوط كتب اسمه بأحرف من ذهب فى المحافظة باخلاصه وعدله وانسايته فهو قائد عشكرى بارع قبل مجيئه للمحافظة.
ولكنى أقف عند عبارتين قالهما المحافظ فى أحاديثه التليفزيونية ، الأولى أنه لم تكن هناك أى تنمية قبل ذلك وكأنه لم يكن وادى جديد ولم تشهد المحافظة أى شيىء وكنا نعيش حفاة عراة لا مدارس ولا مواصلات ولا شيىء يذكر . واعتقد الإجابة عند الغالبة العظمى لدى أبناء المحافظة فنحن إذا انجزنا لا ننكر انجاز من سبقنا خصوصا فى محافظة يظهر فيها أى انجاز بشكل واضح وسريع.
الأمر الثانى أن المحافظ يتحدث عن انجازات الطرق ، فى حين أننا لو ضربنا نموذجا واحدا فقط وهو طريق الداخلة منفلوط وقصته المأسوية منذ أكثر من 3 عقود ( 30 عاما) يكفى للرد على السيد المحافظ ولا يحدثنى أحد عن الدور الذى يقوم به جهاز التعمير فى الفترة الأخيرة من جهد لإنهاء هذه المأساة لأن الجهاز كتر خيره اسند له المشروع وليس لوزارة النقل ، واعتماداته محدودة فكان التعثر ونحن نتحدث عن طول الفترة.
كما أن السيد المحافظ يقول أن الوادى الجديد أكثر محافظة استفادت من الطرق بطول اكثر من 3 الاف كيلو متر ، و رغم أن انجازات الدولة فى مشروعات الطرق والكبارى غير مسبوقة فى تاريخ مصر ويشهد لها القاصى والدانى حتى أننى كتبت مقالا بجريدة الأخبار بعنوان ” طرق مصر قصة نجاح تحكى عن نفسها ” ، إلا أننى أسأل السيد المحافظ أين هى انجازات الطرق فى المسافة من الفرافرة حتى الداخلة ومن الداخلة حتى الخارجة ومن الخارجة حتى باريس ومن الخارجة حتى اسيوط ومن الداخلة حتى العوينات وتلك هى حدود المحافظة ولا تقول لى المسافة من الجيزة حتى الواحات البحرية لأنها ليس فى نطاق المحافظة.
ثم أسأل هل لديك طريق وحد مزدوج داخل حدود المحافظة ؟؟ والكلام واضح داخل الحدود حتى لا يكون الرد ازدواج وصلة البحرية من ناحية الفرافرة .. ثم أسأل ما هى حالة الطرق الداخلية الواصلة للقرى خاصة فى الداخلة والفرافرة أو داخل القرى نفسها… ثم اسأل هل توجد صيانة للطرق ومعالجة الجسور والحفر والتشققات وتردى الحالة ونضرب مثلا بطريق الداخلة أبو منقار أو الداخلة الخارجة أو الداخلة العوينات.
سيادة المحافظ أثق ثقة مطلقة فى شخصكم الكريم وإخلاصكم ونزاهتكم ولا ننكر أن مصر ومنها الوادى بالطبع تعيش فترة تنمية وبنية تحتية رائعة فى كافة المجالات ، ولكن هناك تفاصيل صغيرة تحتاج منا أن نسلط عليها الضوء حتى يكتمل المشهد الرائع المضيىء …حيث أن هذه التفاصيل هى التى يلمسها المواطن ويتعايش معها بشكل يومى …دمتم متألقين وتحيا مصر شامخة.