بقلم : حمدى مبارز
انتظرت بعض الأيام حتى اتأكد من صحة ما تردد عن اغلاق طريق الداخلة منفلوط الجديد الذى بدأت الحركة عليه فى الأيام الماضية بشكل غير رسمى.
وتابعت قبلها حالة الفرح والارتياح لدى أهالى الداخلة والحكاوى والقصص الذى يرويها ممن سلكوا الطريق فى سفرهم وممن ينقلون قصص عنهم.
وظن الناس أن الحلم الذى طال انتظاره على مدى ٤٠ عاما تقريبا اقترب.
أنا شخصيا انتابتنى سعادة بالغة لأننى أدعى وبكل فخر أننى كنت أول من كتب ونادى وانتقد وصرخ وهمس من أجل الإنتهاء من هذا الطريق قبل ٣٠ عاما.
واتصور أن هذا الطريق سيسجل ضمن موسوعة الأرقام القياسية ، فى قائمة أطول فترة تنفيذ لطريق فى العالم امتدت قرابة ٤٠ عاما منذ تمهيد أول متر تربة فى الطريق.
أى نعم توقف العمل لسنوات وكان متقطعا ، ولكن العبرة بالبداية.
الحكايات والروايات التى تتردد على ألسنة رجل الشارع فى الداخلة كثيرة عن أسباب التأخر فى تنفيذ الطريق ، ولا مجال لذكرها لأنها قائمة على استنباطات واستنتاجات ، والناس معذورة لأن مئات بل ٱلاف الطرق بدأت وانتهت فى عام وبمسافات اكبر وهذا الطريق اللغز ظل لغزا حتى بعد أن سلكه البعض وقالوا أنه لم يعد هناك سوى ٥ كيلو متر فقط تربة تنتظر الرصف.
ولكن جاء قرار المحافظ بمنع السير على الطريق ليصدم الجميع ويفتح باب الروايات والحكايات مرة أخرى وأن هناك لغز كبير وراء عدم افتتاح هذا الطريق .
أنا شخصيا اثق ثقة مطلقة فى المحافظ اللواء دكتور محمد سالمان الزملوط محافظ الوادى الجديد والكل يعرف مدى العلاقة الطيبة التى تربطنى بالرجل تقديرا واحتراما لشخصه وجهده واخلاصه.
حقيقة حاولت استيضاح الصورة …ولكنى لم اصل لسبب مقنع ..ما سمعته أن القرار جاء من جانب الحرص على سلامة المارة وأمنهم لعدم اكتمال الخدمات بمختلف أنواعها ، ربما لم يقنعنى كما لم يقنع غيرى.
كما أن سبب أن سيارات النقل والأجرة تتخذه مهربا لتفادى رسوم الكارته ليس مقنعا ايضا.
وكيف يتم قفل الطريق بينما هناك شركات تعمل ومستثمرين.
وكان الأحرى بمتخذ القرار أن يبرر قراره وأن يعجل بافتتاح الطريق بدلا من غلقه امام المارة.
وهل متخذ القرار شاهد طريق الداخلة الخارجة مؤخرا وما به من كوارث ، منها على سبيل المثال لا الحصر ..وجود ما يقرب من ١٥ كيلو متر تربة زلطية بلا اسفلت تسبب الأذى الشديد للمارة.
وهل علموا أن الطريق البديل الثانى طريق الفرافرة أصبح مصيدة الموت لعدم تخطيطه رغم اتساعه وجودته.
يا سادة ارجوكم اعيدوا النظر ..إما بالسماح بالمرور على الطريق حتى تستكملوا ما تبقى فى الوقت الذى ترونه أو التعجيل بالإنتهاء من اللمسات الأخيرة وفتح الطريق رسميا وتحقيق الحلم الذى طال انتظاره لاكثر من ٧٠ ٪ من أهالى المحافظة.