أهم الأخبارمقالات

ومازال نزيف الأسفلت مستمر…الحوادث واردة والموت قضاء ولكن العلة تكمن هنا..إقرأوا

بقلم : حمدى مبارز

رحم الله ضحايا حادث الأوتوبيس  فى طريق الخارجة -الداخلة بالأمس وخالص العزاء والمواساة لذويهم وكتب الشفاء للمصابين.

فى عام 2015 وبالتحديد يوم 23 ابريل كتبت مقالا فى جريدة الوفد بعنوان ” قتلوا 5 من أصدقائى ” وذلك بعد وقوع 3 حوادث قاتلة فى طريق الخارجة – الداخلة فى شهر واحد تقريبا راح ضحيتها العديد من الأبرياء ومنهم زملاء وأصدقاء وفيما يلى نص المقال ….. لأن الواقع لم يتغير للأسف ومازال نزيف الاسفلت مستمر ولا توجد اى صيانة للطرق ونحن هنا لا ندافع عن شركة الاوتوبيس فهى تسير عشرات الرحلات يوميا وتمر بسلام والحوادث واردة فى كل مكان وزمان ،  ولكننا نشخص المرض وهو الحالة السيئة للطرق وعدم وجود أى صيانة .

وفيما يخص التريلات فأنه يجب إلزامها بالسير نهارا وليس ليلا حيث أن هناك قرار من مجلس الوزراء بذلك ولكنه ليس مفعل فى الوادى الجديد فقط.

وفيما يلى نص المقال:

ربما لا يعرف كثيرون أن محافظة الوادى الجديد تمثل 45% تقريبا من مساحة مصر الكلية، بينما يسكنها 200 ألف نسمة تقريبا حسب آخر الإحصاءات.

وهذه المحافظة تبعد عن القاهرة حوالى 700 كيلو متر حتى العاصمة (الخارجة)، حيث الوصول لها عن الطريق الغربى للصعيد الممتد جنوبا من القاهرة على طول محافظات الفيوم وبنى سويف والمنيا واسيوط بطول 400 كيلو متر تقريبا، ثم الاتجاه غربا فى قلب الصحراء من اسيوط مسافة تصل إلى 250 كيلو أو يزيد.
وقد لا يتخيل البعض أن المسافات بين المراكز داخل المحافظة ربما تتجاوز 700 كيلو متر أى أنها تقارب المسافة من المحافظة إلى القاهرة.
فحدود المحافظة من الشمال تلامس حدود محافظة الجيزة عند الواحات البحرية التابعة إداريا للجيزة وتبعد 350 كيلو مترا من مدينة 6 اكتوبر إلى الجنوب الغربى.
أما الحدود من الشمال الشرقى فتلامس أسيوط  والغرب مع ليبيا والجنوب مع السودان عند شرق العوينات ودرب الأربعين.
ربما يكون تخيل الخريطة صعبا، ولكنى حرصت أن أوضح بقدر الإمكان مدى ترامى هذه المحافظة الممتدة طولا غرب النيل فى قلب الصحراء بمحاذاة كل محافظات الجنوب حتى أسوان، حتى أضع القارئ العزيز معى فى الصورة، لما يعانيه مواطنو هذه المحافظة فى سفرهم وترحالهم، ليس من محافظتهم إلى المحافظات الأخرى فحسب، بل داخل حدود المحافظة نفسها وبين مراكزها الخمسة.

فخلال شهرى مارس وإبريل من العام الجارى، شهدت طرق الوادى الجديد الداخلية بين المراكز والواصلة إلى المحافظات المجاورة ومنها أسيوط والجيزة العديد من الحوادث القاتلة، وسجلت المسافة بين مركز الخارجة العاصمة ومركز الداخلة أكبر المراكز بطول 195 كيلو مترا، رقما قياسيا من الحوادث فى أسبوع واحد حيث لقى أكثر من 20 شخصا مصرعهم فى 3 حوادث وأصيب ما يقرب من 100، ولا يكاد يمر أسبوع إلا ويقع حادث أو حادثان قاتلان، وإذا قسنا نسبة الحوادث مع نسبة الوفيات والإصابات مقارنة بعدد سكان المحافظة نجد أنها مرتفعة جدا.

وإذا كان الموت قدرا مكتوبا، ولكل إنسان نهاية فى زمن ومكان محددان كما جاء فى القرأن الكريم، إلا الأسباب تتعدد وتختلف.

فشبكة الطرق فى الوادى الجديد هى الأسوأ فى مصر تقريبا، ربما لأنها الأكبر على مستوى الجمهورية نظرا لجغرافية المكان.
فلا يوجد طريق مزدوج واحد داخل المحافظة وبين مدنها

وقراها المتبعثرة على مسافة 700 كيلو وسط الجبال والهضاب والأودية، أما عن المنحنيات الخطرة والارتفاعات والانخفاضات المفاجئة فى الطرق، فحدث ولا حرج.
وإذا تحدثنا عن ضيق الطرق وغياب الأمن والمرور والخدمات وسوء حالة الرصف والكثبان الرملية المتحركة، فلن نجد أسوأ مما هو موجود فى الوادى الجديد.
ولن أبالغ إن قلت إن الطرق أصبحت العدو الأول الذى يحصد أرواح المواطنين فى هذه المحافظة، وأصبح الناس يخشون السفر والترحال، ولا يتحركون إلا لضرورة ملحة.
نعم… حوادث الطرق لها أسباب عديدة، وليس بالضرورة سوء حالة الطرق، حيث إهمال السائقين والرعونة فى القيادة وسوء حالة المركبات، ولكن حالة الطرق فى الوادى الجديد لا تسر عدوا ولا حبيبا.
وفى أقل من شهر فقدت 5 من الأصدقاء فى حوادث متفرقة داخل الوادى الجديد، والحقيقة أن اصلاح وتوسعة وازدواج الطرق الطولية فى المحافظة يفوق امكانيات وميزانية الوادى الجديد المحلية، وهنا نلقى بالمسئولية على الحكومة المركزية فى القاهرة ووزارة النقل المختصة بصيانة وإصلاح ومد الطرق باعتبارها شريان الحياة والتعمير.
وهنا أسأل المهندس وزير النقل، هل سبق أن زرت الوادى الجديد برا بسيارتك وسرت على طرقها وبين واحاتها من الخارجة إلى الفرافرة ومن الداخلة لشرق العوينات، وهل رجالك العاملون بهيئة الطرق فى الوادى الجديد ينقلون لك الصورة الحقيقية لمعاناة الناس مع الطرق؟
وحتى الطرق العرضية المقترحة التى تربط مراكز الوادى الجديد بالمحافظات الأخرى فى الصعيد مثل طريق الداخلة – منفلوط والفرافرة – ديروط، يقوم بها جهاز التعمير وليس وزارة النقل ومتعثرة منذ سنوات بسبب الاعتمادات والتخبط الإدارى.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق