الغاز الطبيعى فى الوادى ..الحلم المستحيل و التفكير خارج الصندوق
بقلم : حمدى مبارز
اتصور أن توصيل الغاز الطبيعى للمنازل فى مدينة الخارجة ، حدث يجب أن نتوقف عنده كثيرا.
فقد كان من بين أحلامنا شبه المستحيلة أمرين وكثيرا ما تحدثنا بشأنهما الأول البحث عن مصدر بديل لمياة الخزان الجوفى والثانى وصول الغاز الطبيعى للمحافظة والسبب بعد المحافظة بمسافة لا تقل عن ٢٥٢ كيلو متر من أقرب نقطة غاز للشبكة القومية فى اسيوط وكذلك الأمر بالنسبة للمياة.
وقد تابعت فى الأيام القليلة الماضية بدء التعاقد المنزلى على توصيل الغاز لثلاثة ٱلاف منزل كبداية ضمن ١٤ ألف متزل مرحلة أولى بعد الإنتهاء من تركيب محطات الضخ والخزانات وسبارات التقل والشبكات الأرضية بطول ٤٣ كيلومتر ، وكذلك بدء تشغيل محطات تموين السيارات بالغاز .
والحقيقة التى لا ينكرها إلا جاحد أو حاقد أن هذا الحدث هو إنجاز تاريخى غير مسبوق تحكى عنه الأجيال القادمة يزيد فى قيمته وعبقريته عن انجاز وصول الارسال التليفزيونى فى عهد الراحل العظيم المهندس محمود فوزى البرنس محافظ الوادى الجديد عام ١٩٨٣.
وقد كنت شاهدا يوما ما فى مجلس الشعب على حديث دار فى إحدى اجتماعات لجنة الطاقة قبل ١٢ عاما بحضور وزير البترول عندما أثار نواب الوادى الدكتور محمد خليل والمهندس سعد نجاتى والاستاذ محمد محمدين قضية نقص أنابيب البوتاجاز فى المحافظة وكانت مصر كلها فى ذلك التوقيت تمر بأزمة كبيرة وطالب النواب بضرورة وضع الوادى ضمن خطة الدولة لتوصيل الغاز للمنازل وهاجم النواب الوزير بشدة حينما قال أن وصول الغاز للوادى من المستحيلات لبعد المسافة عن أقرب نقطة ولتباعد المسافات بين المنازل داخل القرى وبين القرى وبعضها داخل المحافظة مما يضاعف التكلفة مع قلة العائد لندرة السكان.
واقترح النواب وقتها فكرة إقامة محطات تخزين عملاقة داخل المحافظة وشبكات افتراضية ومضخات واستصعبها الوزير أيضا ، وهى نفس الفكرة التى نفذت حاليا فى عصر لا توجد به مستحيلات ، حيث أن هذا النوع من الشبكات الافتراضية يصلح لتوصيل لضخ الغاز لمصنع أو فندق أو مخبز وليس لمحافظة مترامية الأطراف ولا توجد بها كتل سكنية متقاربة.
وهذا هو ما يسمى بالفكر خارج الصندوق وتحطيم كلمة مستحيل لقائد عظيم يقود مصر بفكر جديد الرئيس عبد الفتاح السيسى ورجال مخلصون ينتمون لنفس المدرسة فى القيادة مثل اللواء محمد الزملوط محافظ الوادى الجديد.
ومن المؤكد أنه بعد نجاح التجربة فى الخارجة سيتم تعميمها فى كل مراكز المحافظة لنودع عصر الأنبوبة الذى أزعج ربات البيوت بأزماته المتكررة وأسعاره المتقلبة.