أهم الأخبارالأخبارمقالات

حمدى مبارز يكتب ..بالأدلة والأرقام ..الأزمة ليست “كولر” ولا “الخطيب”

بقلم : حمدى مبارز

نعم اخطأ المدرب السويسرى مارسيل كولر، ليس فى مباراة الأهلى الأخيرة أمام صن داونز الجنوب أفريقى فى قبل نهائى دورى أبطال أفريقيا لكرة القدم أمام 85 ألف متفرج عاشق للقلعة الحمراء ، بل اخطأ كثيرا وتكررت اخطاؤه من قبل ومنها استغناؤه عن لاعبين مميزين مثل ديانج وأحمد عبد القادر ومحمد شريف وبيرسى تاو وغيرها من الاخطاء الفنية فى إدارة المباريات واختيار اللاعبين الأمثل لكل مباراة.

ولا يمكن اعفاؤه من مسئولية الخروج غير المستحق أمام صن داونز الضعيف الذى فشل فى إحراز أى أهداف خلال مباراتى الذهاب والعودة  ومن تكفل باحراز هدفه الوحيد فى أخر دقائق مباراة العودة مدافع الأهلى خطأ فى مرماه وكان من الممكن أن يفوز الأهلى ويصعد للنهائى ووقتها كنا سنصمت عن أى أخطاء.

نعم طالبت جماهير الأهلى كثيرا برحيل المدرب بعد سلسلة من الخيبات المتتالية التى كانت تحدث بين الحين والآخر ولكن البطولات التى كان يحققها الفريق تغطى على الخيبات وكتبت أنا أكثر من مقال وانتقدت بشدة ولكن لم يكن انتقادى منصبا على المدرب بل على المنظومة والسياسة المتبعة من الإدارة وكتبت مقالا بعنوان “صفقات الأهلى الفاشلة” بتاريخ 25 نوفمبر 2023 وهذا هو الرابط https://www.alwafd.news/5225243

وكتبت مقالا أخر بعنوان “الأهلى ليس هو الأهلى” بتاريخ 28 سبتمب 2024 وهذا هو الرابط

https://www.alwafd.news/5453983

وكانت خلاصة القول أن مشكلة الأهلى ليست فى المدرب فحسب ولا فى مجلس الإدارة كأشخاص وليست وليدة هذا العام ولا ما سبقه بل وليدة تراكمات كثيرة

والدليل أن هذا المدرب السويسرى كولر الذى يقع حاليا تحت القصف ، وألقت الجماهير عليه زجاجات المياة أثناء خروجه من الملعب فى المباراة الأخيرة فى مشهد سيىء ، هو نفسه من حقق أرقاما غير مسبوقة مع القلعة الحمراء ، فهو ثانى مدرب يصل لـ 10 ألقاب أو أكثر من النادى الأهلى وثانى أكثر مدرب تتويجا بالألقاب فى تاريخ الأهلى وصاحب الرقم القياسى فى الوصول للفوز المتتالى بواقع 20 فوزا ليضرب رقم مانويل جوزيه صاحب الـ 17 فوزا  ، وكل ذلك فى عامين من 2022 عقب توليه المسئولية خلفا للجنوب أفريقى بيتسو موسيمانى الذى رحل عن الأهلى فى ظروف تكاد متشابهة لما سيحدث مع كولر حاليا ، وبعد أن حقق 7 بطولات منها الميدالية البرونزية فى كأس العالم للأندية مرتين ولعب موسيمانى 102 مباراة مع الأهلى حقق الفوز فى 65 وتعادل فى 26 وخسر 11 وسجل 194 هدفا وتلقت شباكه 79 هدفا ، وأرقام كولر أفضل من موسيمانى من حيث الفوز والتعادل والخسارة والأهداف.

إذا الأزمة ليست مدرب.. بالأرقام .. وسنضرب مثلا أخر .. فريق ماشستر سيتى العملاق الانجليزى الذى حقق الدورى ثلاث مرات متتالية فى السنوات الأخيرة بقيادة أعظم مدربى العالم “بيب جوارديولا” وحقق كأس الرابطة ودورى ابطال أوروبا وفعل كل شيىء فى كرة القدم .. هذا الموسم بنفس المدرب العظيم صاحب الأرقام ونفس اللاعبين تقريبا ..يحتل المرتبة الثالثة وربما الخامسة وقد لا يلحق بدورى ابطال أوروبا الموسم المقبل وقد يخرج خالى الوفاض من البطولات هذا العام.

ريال مدريد عملاق اوروبا ..خرج من دورى الأبطال وخسر دورى أسبانيا وكأس اسبانيا وهو لديه اعظم مدرب .. بايرن ميونخ عملاق المانيا خرج على يد فريق أيطالى من دورى أبطال اوروبا .. ليفربول العملاق خرج من دورى الأبطال وخسر كأس انجلترا.

يا سادة ليس دفاعا عن كولر ولا عن محمود الخطيب رئيس الأهلى .. ولكنه واقع ودورة حياة … رحلة مرض الأهلى بدأت منذ 4 سنوات ولكن حلاوة الروح كانت هى السبب وراء البطولات.

والمرض ليس عضال وليس مزمنا ..وسيتم علاجه .. واسأل سؤالا .. منذ متى كان الأهلى يعتمد على خطف لاعبين من أندية أخرى ولا يعتمد على مدرسته وناشئيه .. منذ متى كان الأهلى يجلب أسماء مجهولة سواء من الدورى المحلى أو من الخارج .. أين الأهلى الذى كان ينزل المباريات بـ 11 اسما كلهم نجوم معروفة .. منذ متى كان لاعبو الأهلى يساومون على الأموال والملايين من الجنيهات..هنا تكمن المشكلة يا سادة … نعم دورة الحياة ان تصعد للقمة ثم يحدث توقف وهبوط طبيعى وتعود .. ولكن مع معالجة الاخطاء.

وصدقونى سيرحل كولر وسنأتى باعظم مدرب فى العالم .. ولكن سيحدث معه يوما ما مثل ما حدث مع كولر وسابقه وسابقه…. ضعوا الأمور فى نصابها الحقيقى بهدوء.

[email protected]

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق