أهم الأخبارمقالات

مهندس عبد الحكم جبالى ..هكذا هم أولاد الأصول المخلصين بعيدا عن الشو وتمام يا فندم..موقف لا ينسى

بقلم : حمدى مبارز

صدق من قال “على الأصل دور “….المهندس عبد الحكم جبالى رئيس مركز ومدينة بلاط الحالى أحد الشخصيات التى تجبر الجمبع على احترامها لأدبه الجم وأخلاقه العالية وتعامله ببساطة مع الأخرين ولما لا وهو ينتمى لعائلة تتميز بتلك الصفات وبالبلدى عائلة مأصلة وكل أخوته كان لهم باع طويل فى العمل العام ،  هذا على الجانب الشخصى.

ومن المؤكد أن هذه الصفات الشخصية تنعكس على الإداء فى العمل ، من حيث الإخلاص والتفانى وحسن معاملة المواطنين والسمو والرقى وتقدير الٱخرين  وإنجاز المهام بهدوء بعيدا عن الصخب والضوضاء ، وهو ما حدث بالفعل فى كل المواقع التنفيذية التى شغلها.

أنا سخصيا تربطنى به وبالعائلة سواء الحاج زكريا أو الدكتور يوسف اشقائه ، رحمهما الله علاقات قديمة تقوم على المحبة والود والاحترام.

وما دفعنى لكتابة هذه السطور موقف حدث قريبا ليس المهندس عبد الحكم طرفا به ولا داعى لذكره  وقارنته بموقف حدث قبل ١٥ عاما.

ففى عام ٢٠٠٥ تقريبا أو بدايات٢٠٠٦ صدر قرار محافظ الوادى الجديد بتخصيص ٩.٥ فدان لنادى الهنداو الرياضى فى أسوأ مكان فى المحافظة تقريبا  من حيث ملوحة الأرض وعدم وجود مرافق بل استحالة توصيلها وكأن من أصدر القرار كان يقصد التعجيز،

وعندما استلمنا الأرض فى منطقة الملاحة الواقعة بين مدينة موط وقرية الهنداو ووضعنا لافتة مكتوب عليها نادى الهنداو الرياضى ، كان المارة يسخرون ويتهكمون ذهابا وإيابا ولديهم الحق ، لأنه من المستحيل إقامة متشٱت فى هذا المكان الميت البعيد عن أقرب مناطق ٱهلة بثلاثة كيلومترات على الأقل بلا مياة ولا كهرباء ولا أى مقومات للحياة.

وكنا بالفعل فى مأزق كبير وتحدى غير مسبوق ولم تكن أمامنا بدائل لعدم وجود مساحات تصلح فى القرية.

وبدأت رحلة البحث عن مساعدات لتوصيل المرافق كأساس لأى عمل ، واتذكر هنا عندما طلبت من المهندس على سيد عمر رحمه الله وكان وقتها يشغل رئيس الوحدة المحلية لقرى الهنداو ، أن يوصل المياة لأرض النادى على بعد ٣ كيلو متر تقريبا ، فضحك طويلا وقال ” إذا كنت أنا مش قادر أوصل المياة لبعض المتازل على أطراف القرية داخل الكتلة السكنية لنقص المواسير وضعف الامكانيات ..عايزنى أوصلك مياة ٣ كيلو متر وفى اتجاه مرتفع ..ده خيال   ده أنا لو كل سنة مديت لك ٣ مواسير يبقى انجاز يعنى نوصل المية للنادى فى ١٥ سنة مثلا ” .

وبأمانة الرجل كان على حق …وعندما قصدت الاستاذ عبدالقادر ضاحى ووقتها كان رئيسا لمركز الداخلة ، اقترح على حفر عين سطحى لتوفير مصدر مياة ، فقصدت المحافظ الذى استصعب الأمر ايضا ووقتها كان المهندس عبد الحكم يشغل منصب مدير إدارة الأشغال والمشروعات بديوان عام المحافظة، فألتقيته بمكتبه ووجدنى مهموما فسألنى  مالك ..فحكيت له المأساة ..فقال لى فعلا الأمر صعب وكان الله فى عونك …وصمت قليلا ثم قال لى ..لا تقلق سأجد لها حلا ..هذا عمل عام ومشروع شبابى خدمى وان شاء الله تتدبر ..وسيكون هناك حلا نطرحه على المحافظ.

وبالغعل طرح على المحافظ فكرة لا تنبع إلا من مخلص محب لبلده وذكى وبارع ..حيث دخلنا للمحافظ وقال المهندس عبد الحكم أن إدارة الأشغال التى يرأسها تنفذ حاليا مشروع لتغيير خطوط المياة بمدينة موط وتوصيل خط قطر ٨ بوصة لمنطقة الحرتية حتى الدواجن بطريق موط الهنداو ، وهذه  النقطة تبعد عن أرض النادى ١.٥ كيلو متر أو ٢ كيلو وأن الميزانية تسمح بمد هذه المسافة وتدخلت أنا فى الكلام وقلت أن هذه المنطقة ستكون امتداد عمرانى لموط والهنداو وبالتالى توصيل المرافق سيخدم تلك المشروعات لاحقا.

واقتنع المحافظ وبدأ المهندس عبد الحكم فى التنفيذ وتم توصيل المياة للنادى فى زمن قياسى وبإعحاز أبهر الجميع لصدق النوايا وحب العمل التطوعى العام.

هذا الموقف لا يأتى من فراغ …فهكذا يكون الرجال الأوفياء المخلصين المحبين للخير ، وليسوا هؤلاء من نوعية الأونطجية وعشاق الشو ومعسولى اللسان كثيرو الكلام بلا قضاء لمصالح المواطنين.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق